أعلنت السلطات المحلية والبيطرية المختصة بمدينة مراكش جنوبي المغرب، خلو قرود ساحة جامع الفنا من فيروس جدري القردة.

وكشف مصدر طبي في اتصال مع موقع "سكاي نيوز عربية"، أن عملية جرد القردة الموجودين بساحة جامع الفنا من طرف السلطات المحلية والمصالح البيطرية المختصة، قد أشارت لوجود 36 قردا (ذكر وإناث) تستفيد سنويا من التلقيح ضد مرض "السعار".

وأضاف المصدر أن السلطات المحلية بساحة جامع الفنا، تحدثت إلى كل مروضي القردة من أجل معرفة مدى احترامهم عملية أو بروتوكول تلقيح القردة، كما وقفت المصالح على سلامة صحة القرود، وعاينت الحيوانات الخاضعة للتلقيح.

وأشار أحد مروضي القرود في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية"، إلى أنه كان لديه يقين أن قردة جامع الفنا ستكون خالية من جدري القرود، لأنها تخضع سنويا للتلقيح الذي يتم من المكتب الجماعي لحفظ الصحة التابع للمجلس الجماعي لمراكش، أو من طرف بيطري بجمعية الرفق بالحيوان والمحافظة على الطبيعة.

ويطلق هؤلاء المروضون أسماء على القردة تحمل ألقابا وأسماء محلية وأجنبية مثل "شارلي"، و "الطيارة"، و "الشعبية" و "ماركو" و"الخنفوس"، لكنها قرود مدربة يستمتع السياح الأجانب بتقديمها عروضا فنية متميزة وسط ساحة تاريخية اشتهرت باستقطاب آلاف الزوار، ممن يفضلون مداعبة القرود والتقاط الصور التذكارية معهم.

ومن جهتها، قالت أميمة الفن، خبيرة في الصحة والبيئة، في اتصال مع موقع "سكاي نيوز عربية"، إن عملية جرد وإحصاء القردة التي تنشط في حلقات ساحة جامع الفنا، مبادرة مهمة هدفها حماية الزوار المحليين والأجانب، مشيرة إلى أن من شأن هذا الإجراء الصحي أن يجبر كل الباعة ومروضي القردة والأفاعي وغيرها من الحيوانات أن يتخذوا الحيطة والحذر والالتزام بجميع التدابير الوقائية للحد من تفشي العدوى.

أخبار ذات صلة

المغرب يعلن عن حالات مشتبه إصابتها بـ"جدري القرود"
المغرب.. خطة استباقية للتصدي لخطر جدري القردة

وبيّنت الفن أن "المطلوب اليوم التقيد بتوصيات منظمة الصحة العالمية، علما أن الفيروس انتشر في العديد من الدول منها ظهور حالات مشتبه بها بالمغرب، ومن شأن استهتار المواطنين بالمرض أن يشكل خطرا على المنظومة الصحية".

ومن جهته، كشف البروفيسور عبد الله بادو، المتخصص في المناعة بكلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية"، أن مرض جدري القرود منخفض الخطورة من الناحية السريرية، وأن العامل المسبب هو فيروس القرود الذي ينتمي إلى عائلة "Orthopoxvirus".

وفسر بادو، أن انتقال جدري القرود إلى الإنسان لا يتم إلا من خلال اتصال وثيق مع شخص أو حيوان مصاب أو بمواد ملوثة بالفيروس، وبالتالي ينتقل من شخص إلى آخر عن طريق اتصال وثيق مع سوائل الجسم والرذاذ التنفسي والمواد الملوثة المستعملة من طرف شخص مصاب كالفراش واللباس والأواني.

قلق عالمي من تزايد الإصابات بجدري القردة
توقعات بتسجيل مزيد من الإصابات بجدري القردة

وبالنسبة للعلاج، أوضح الخبير في المناعة، أن علاج جدري القرود يهتم بالأعراض بشكل رئيسي، لكن في حالة أكثر شدة يمكن إعطاء علاج مضاد للفيروسات وهو "تيكوفورمات".

وشدد بادو على أن الشخص المصاب يجب أن يحترم فترة العزل الصحي طوال المرض، إلى حين اختفاء الطفح في مدة ثلاثة أسابيع.

جدير بالذكر أن السلطات والمصالح المختصة بمختلف المناطق المغربية، شرعت في إحصاء القردة وإخضاعها للمراقبة البيطرية، حيث استنفرت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، مسؤولي وأطر المركز الوطني لعمليات الطوارئ لرصد وتتبع الحالة الصحية للقردة، وتتبع مختلف البيانات الوبائية وتوصيات منظمة الصحة العالمية بخصوص تطورات فيروس جدري القردة.

واتخذت السلطات المختصة الاحتياطات اللازمة في المطارات والموانئ والمنافذ البرية، بهدف تحصين المعابر الحدودية للمملكة ومنع تسلل الفيروس، إذ يرتقب توافد أفراد الجالية المغربية إلى المغرب ابتداء من 15 يونيو المقبل، حيث تتم عملية العبور عبر الموانئ والمطارات.