يستعد مجلس الأمن الدولي لاختيار بديل لمستشارة الأمين العام للأمم المتحدة ستيفاني ويليامز لقيادة البعثة الدولية في ليبيا، حيث أن التجديد الأخير الذي وافق عليه المجلس في إبريل سيكون الأخير للبعثة الحالية.

ويعد هذا انتصارا للموقف الروسي والصيني الرافض لاستمرار الدبلوماسية الأميركية، فيما اعتبر محللون ليبيون في حديثهم لموقع "سكاي نيوز عربية" الأمر مجرد "عراك سياسي" بين معسكرين داخل المجلس على حساب الملفات المصيرية في ليبيا، التي يرون أنه جرى إهمالها.

وقال بيان صادر عن الأمم المتحدة إن البعثة ستشهد تغيرات كبيرة في أول أغسطس، وهو موعد انتهاء الثلاثة أشهر الأخيرة التي جددتها الأمم المتحدة لستيفاني.

تجهيز بديل

ولم تحدد الأمم المتحدة حجم التغيير، وهل سيطول ستيفاني ويليامز أم لا، لكن مصادر من داخل مجلس الأمن قالت لـ"سكاي نيوز عربية" إن مصير المستشارة حسم بشكل نهائي، وأن مهمتها ستنتهي مع نهاية التجديد الأخير.

وأضافت المصادر أن تفاهمات حدثت بين الجهات المختلفة على تولي ستيفاني رئاسة البعثة بشكل رسمي، وقضت بأنه سيتم اختيار بديل.

وأصرت الصين وروسيا على أن يكون المبعوث الجديد من إفريقيا أو الدولة القريبة من ليبيا، وسيراعي المجلس ذلك في الاختيار. وجاء هذا بعد جهود كبيرة بذلتها روسيا لعدم تجديد الثقة في الدبلوماسية الأميركية، التي وصفتها بأنها تعمل لصالح المعسكر الغربي الذي تقوده أميركا وليس لمصلحة ليبيا، وفق المصادر ذاتها.

وشهد مجلس الأمن خلافات واسعة بين أعضائه بشأن مهمة البعثة الدولية؛ ولذا جرى تمديدها على ثلاثة مراحل، الأولى في سبتمبر حيث تم تمديدها لأربعة أشهر والثانية في يناير لثلاثة أشهر والثالثة في أبريل.

ورغم هذه المدد لم تحرز ستيفاني تقدما، منذ توليها المسؤولية في نوفمبر، فيما يخص انتخابات البرلمان وانتخابات الرئاسة، مما ساهم في ظهور "أزمة الحكومتين"، بوجود حكومة عبد الحميد الدبيبة المنتهية ولايتها الرافضة تسليم السلطة، والحكومة التي كلفها البرلمان ويقودها فتحي باشأغا.

وحاليا تجري المبعوثة الدولية مشاورات على الأرض، والتقت بوزيرة الخارجية في حكومة عبد الحميد الدبيبة، وعقدت لقاءات مع أطراف سياسية وأطلعت مجلس الأمن على آخر التطورات ونتائج اجتماعات القاهرة.

أخبار ذات صلة

ليبيا.. البرلمان يوافق على بدء عمل حكومة باشأغا من سرت
بعد مقترح استضافتها حكومة ليبيا.. جلسة حاسمة للميزانية بسرت

إهمال ليبيا

ويعلق المحلل السياسي الليبي إبراهيم الفيتوري على ما وصفه بـ"الاقتتال السياسي" داخل مجلس الأمن على اختيار المبعوث الأممي الجديد، فيما تُترك المسائل الرئيسية لأزمة ليبيا كالإرهاب والفوضى وإغلاق جماعات مسلحة لحقول وموانئ نفطية.

وفي تقديره، فإن الأزمة الروسية الأوكرانية انعكست بالتأكيد على ليبيا، وجعلتها أرضا خصبة لعراك سياسي جديد بين روسيا وأميركا "ولا نستبعد أن تكون أزمة النفط، التي تشهدها ليبيا نابعة من أطراف تعمل لصالح إحدى هذه القوى".

من جانبه، قال المحلل السياسي الليبي سلطان الباروني إن "آخر ما يهم الليبيين هو اختيار مبعوث أممي في البلاد؛ فالجميع على علم بأنهم يساهمون في تعقيد المشهد السياسي".

وأضاف أن "الأزمة في درجة الاستهانة بليبيا كلها؛ فمجلس الأمن ترك مصائب تضرب البلاد، وقد تؤثر على أمن إفريقيا وأشعل صراعا على هوية رئيس البعثة الجديد".

وانتقد الباروني عدم تطرق المجلس والبعثة للانتخابات "وكأنه حلم تبخر، ولا فائدة منه، وأن ستيفاني ويليامز لم تنفذ وعودها بشأن الانتخابات".