أعلنت شركة "فاركو" للأدوية في مصر أنها حصلت على حقوق تصنيع اللقاح الروسي المضاد لفيروس كورونا المستجد "سبوتنيك في"، على أن تبدأ إنتاجه قبل نهاية العام الجاري.

وتزامنت هذه الخطوة مع بدء تصنيع لقاح "سينوفاك" الصيني محليا في مصر، فضلا عن خطط وزارة الصحة المصرية لإنتاج لقاح "أسترازينيكا" الأوروبي لاحقا، إضافة لاستمرار الأبحاث الجارية حاليا على لقاح مصري بنسبة 100 بالمئة تمهيدا لتصنيعه داخل البلاد.

فهل تصل مصر إلى هدفها بعدم استيراد أي لقاحات مضادة لـ"كوفيد 19" مستقبلا؟

أكد مسؤولون وخبراء في قطاع الصحة أن مصر تهدف من تصنيع أنواع متعددة من اللقاحات الأجنبية والمحلية إلى تحقيق "الاكتفاء الذاتي" وسد احتياجات المواطنين منه أولا، ثم التصدير للخارج، وعدم الاعتماد على مصدر واحد فقط لإمدادها باللقاحات، وتوفير أكبر كمية منها، فضلا عن الوصول إلى تطعيم 70 بالمئة من السكان.

تصنيع "سينوفاك" وأسترازينيكا"

أعلنت وزارة الصحة المصرية مؤخرا بدء تصنيع لقاح كورونا الصيني "سينوفاك" في مصر، على أن يتم إنتاج أول جرعة منه داخل مصانع الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات (فاكسيرا).

وتطمح مصر لإنتاج 40 مليون جرعة من هذا اللقاح بنهاية 2021، ونقل تكنولوجيا تصنيعه بالكامل إلى مصر، واستثمار ذلك الإنتاج في تحقيق اكتفاء ذاتي من اللقاحات، وتصدير الفائض وتكنولوجيا التصنيع لدول عربية وإفريقية.

وبنجاح مصر في إنتاج "سينوفاك"، تكون أول دولة إفريقية تقوم بتصنيع لقاح مضاد لـ"كورونا" محليا.

وقالت مصادر مسئولة بوزارة الصحة إن مصر تسعى لتصنيع لقاح "أكسفورد أسترازينيكا"، وستشمل تجهيزات مصنع "فاكسيرا" في 6 أكتوبر خطوط إنتاج مخصصة له إلى جانب لقاح "سينوفاك".

اللقاحات المصرية

وبالتوازي، بدأت مصر خطوات جادة لتصنيع "لقاح مصري" لم يتم تسميته بعد، ووافق مجلس الوزراء المصري مؤخرا على الترخيص لوزارتي "التعليم العالي" و"الزراعة" على التعاقد مع شركة "إيفا فارما"، لبدء تصنيعه.

وقالت مصادر مطلعة لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن دراسات التجارب ما قبل السريرية على اللقاح المصري تخضع للتقييم حاليا، ومن المقرر أن تتم تجارب سريرية له أواخر يونيو الجاري.

100 مليون جرعة

وأوضحت مصادر حكومية أن مصر تسعى لأن تكون قدرتها الإنتاجية للقاحات كورونا أواخر العام الجاري 100 مليون جرعة، على أن يتم التوسع بكميات أكبر بعد انتهاء الدراسات الجارية على 3 لقاحات مصرية.

ولفتت المصادر في حديثها لـ"سكاي نيوز عربية"، إلى وجود مباحثات لاستكشاف إمكانية تصنيع أنواع أخرى من "اللقاحات الأجنبية" في مصر، مشيرة إلى أن من بينها لقاح "سبوتنيك في"، وجارى التحضير لاتفاقات ستبرمها مصر قريبا مع شركات عالمية وستعلن عنها في حينها.

أخبار ذات صلة

أفريقيا.. التفشي الأسرع لكورونا وعدد ضخم للإصابات
مصر تكشف تفاصيل تصنيع لقاح "سينوفاك".. وموعد أول جرعة

اعتماد 5 لقاحات

وحصلت 5 أنواع من اللقاحات حتى الآن على "ترخيص الاستخدام الطارئ" من هيئة الدواء المصرية، وهي الجهة التي تعمل على التأكد من أمان وفعالية اللقاحات والأدوية والمستحضرات الحيوية قبل السماح بتداولها في الأسواق، وهي لقاحات "سينوفاك"، و"سينوفارم"، و"سبوتنيك في"، و"كوفيشيلد إسترازينيكا"، و"أسترازينيكا AZD 1222".

كما تعمل هيئة الدواء المصرية، بحسب المصادر، على فحص لقاح "جونسون آند جونسون" أحادي الجرعة، وذلك بعد اتفاق "هيئة الشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي" على استيراد قرابة 20 مليون جرعة منه إلى مصر في الفترة المقبلة.

اللقاحات تحاصر الوباء

ويري استشاري الأمراض الصدرية عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، مجدي بدران، أن سعي مصر للاكتفاء الذاتي من اللقاحات من شأنه سد احتياجات المواطنين منه، من دون الانتظار حتى تتوفر الكمية التي يحتاجونها.

كما أشار إلى أن استيراد اللقاحات "عملية مكلفة، وفي بعض الأحيان قد تخضع لأهواء سياسية، مما قد يهدد بالحرمان من توفير بعض الكميات المطلوبة".

ويصف بدران في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، اللقاحات بـ"الأمل لمحاصرة جائحة كورونا"، مشيرا إلى أن "توفير كميات كبيرة منها في مصر سيقلل انتشار الفيروس تدريجيا، حتى نصل لمرحلة المناعة المجتمعية".

وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن اللقاحات تحفز الاستجابة المناعية لفيروس كورونا، كما توفر حماية من مضاعفات المرض الشديدة، وأيضا تقلل من احتمالات انتقال العدوى.

تنويع مصادر اللقاحات

وعن سياسة تنويع مصادر اللقاحات في مصر، يقول بدران" إن كل اللقاحات المعترف بها من منظمة الصحة العالمية حتى الآن متقاربة، وكلها فعالة في الحماية من الوصول لحالة خطيرة حال الإصابة بـ"كوفيد 19"، معتبرا أن "اللقاح الأفضل هو الذي يتيسر الحصول عليه".

ويلفت عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة إلى أنه "رغم تنويع مصادر اللقاحات فإنه من المتعارف عليه أن تكون الجرعة الثانية من اللقاح لنفس الشركة المصنعة للجرعة الأولى"، مردفا: "لكن لا مانع طبيا من تنويع الجرعة الثانية للقاح"، مستشهدا بتجربة بريطانيا في هذا الصدد.

تطعيم سنوي

كما تحدث بدران عن الاتجاه المتصاعد لتصنيع لقاحات كورونا بدلا من استيرادها، حيث قال إنه "من المحتمل أن نحتاج لتطعيم المواطنين سنويا بجرعات تنشيطية ضد كورونا حال تحوله لفيروس موسمي أو متوطن أو قابل للتغيير كل سنة".

ويضيف أن "انتباه الحكومة المصرية إلى هذا الأمر وتحركها المسبق لتحقيق اكتفاء ذاتي من اللقاحات، يعكس رؤية متميزة لإدارة الأزمة بكفاءة".

ويوضح أن منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن كل اللقاحات المعترف بها حتى الآن فعالة ضد سلالات كورونا المختلفة، لكن "بعض الفيروسات قد تتحول مما يقلل فعالية اللقاح ويتطلب إجراء تعديلات عليه".