قال الجيش الباكستاني الأحد إن أي لجوء للقوة لحل أزمة سياسية متصاعدة لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع وذلك بعد تحول احتجاجات تطالب منذ أسابيع باستقالة رئيس الوزراء نواز شريف إلى أعمال عنف.
وتحولت مظاهرات سلمية مناهضة للحكومة إلى مواجهة دامية خلال الليل بعد أن حاول آلاف المحتجين اقتحام مقر إقامة شريف.
وردت الشرطة باستخدام الغاز المسيل للدموع والطلقات المطاطية، وقتل ما لا يقل عن 3 أشخاص كما أصيب أكثر من 200، مما زاد من غضب زعماء الاحتجاج.
ويقيم المتظاهرون الذي يطالبون شريف بالاستقالة في مخيمات خارج المقرات الحكومية منذ أكثر من اسبوعين، إلا أنها المرة الأولى التي تندلع فيها أعمال العنف وذلك بعد محاولة المحتجين، وكان بعضهم يحمل الهراوات ويستخدم الأقنعة الواقية من الغاز، اقتحام صفوف الشرطة.
وعقد قادة الجيش اجتماعاً طارئاً في مدينة روالبندي الأحد لبحث الأزمة، مما أثار تكهنات باحتمال قيام الجيش، الذي يتمتع بنفوذ في البلاد، بعمل حاسم لإنهاء الأزمة في بلد تتغير فيه السلطة عادة من خلال الانقلابات وليس الانتخابات.
ولكن الجيش أكد في بيان مقتضب التزامه بالديمقراطية وقال إنه لا بد من حل الأزمة سياسياً.
وقال "استخدام القوة بشكل أكبر لن يؤدي إلا إلى تفاقم المشكلة.. وتأكد من جديد أنه لابد من حل الوضع سياسياً دون إهدار أي وقت ودون اللجوء للوسائل العنيفة".
ويقاوم شريف بإصرار نداءات المعارضة باستقالته، فيما وافق على مطالبهم الأخرى ومنها التحقيق في تقارير بحدوث تزوير في نتائج الانتخابات العام الماضي.
وأكد مكتب شريف الأحد أن استقالته أمر غير وارد.
وتفجرت الاحتجاجات بقيادة عمران خان ورجل الدين طاهر القادري في العاصمة إسلام أباد في 15 أغسطس وأخفقت مراراً المحادثات الرامية إلى التوصل لحل من خلال التفاوض.
وقال خان لأنصاره "إنني على أهبة الاستعداد كي أموت هنا. علمت أن الحكومة تعتزم أن تضربنا بيد من حديد الليلة. إنني هنا حتى الرمق الأخير".
وأضاف "عليكم أن تصمدوا اليوم بنفس الطريقة التي صمدتم بها الليلة الماضية. سنواجههم ونضطرهم للفرار هذه المرة".
وقال القادري، الذي حشد آلافاً من أنصاره إلى جانب أنصار عمران خان، إن الاحتجاجات لن تهدأ قبل استقالة شريف.
وأضاف القادري من على ظهر حاوية شحن "لقد بلغت فظائع الدولة أشدها. عمران خان والدكتور القادري يخوضان هذه الحرب معاً".