عبر مختلف محطات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، اختار العديد من الفلسطينيين الاحتماء بظل جنسية أجنبية مكتسبة بحثا عن شعور مفتقد بالاستقرار والعيش الكريم.
إلا أن الذين حظوا بميزة الحصول على جنسية أجنبية يواجهون صراعا من نوع آخر، وهو التأرجح بين الذوبان في مجتمعاتهم الجديدة أو الحفاظ على هويتهم الأصلية.
وقد عاد أشرف من النرويج بعد حصوله على جنسيتها إلى قريته بيتا شمالي الضفة الغربية. عاد إلى ورشته الصغيرة راضياً بما تدره عليه من مال قليل، وإلى حضن عائلته في بيته المتواضع.
وكانت قبل ست سنوات، ضاقت به السبل في وطنه، فوجد في الغربة فسحة أمل، إلا أنه سرعان ما اصطدم بالصراع الثقافي بين المجتمعين وباختلاف التقاليد الذي بدا له جلياً في نظرات أبنائه.
وشاطرت زوجة أشرف شريكها الرأي في ضرورة العودة بعد أن شعرت، هي الأخرى، أن دوامة الاغتراب أخذت تجرف أبناءها بعيداً عن مفاهيم الانتماء والدين واللغة.
ومازال الحصول على تأشيرات سفر لدول أجنبية هنا بمثابة وسيلة للهرب من واقع الصراع. إنه هرب من الحصار وسعيٌ وراء تحقيق الأحلام.
ويقدر مركز الإحصاء الفلسطيني عدد من هاجروا منذ اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000 بأكثر من 100 ألف فلسطيني معظمهم من الشباب. وهي ظاهرة مرشحة للاستمرار باستمرار مسبباتها وأهمها انعدام الثقة في المستقبل.